May 1, 2013

الحياة

كيف حالك؟ سؤال نسأل به بعضنا البعض وأسمعه مئات المرات يوميا. جوابنا عادة لا يحمل معلومات محددة (كويس, الحمد لله). ومعظم الأحيان فإن السائل لا يريد معلومات بل القاء تحية تقليدية. الواقع أن كل منا وفي كل يوم يمكن أن يجد من التجارب إيجابات وسلبيات. الحياة كلها تناقضات وتحديات. جدي عيسى عطالله عاش 91 عاما (تيتم وفقد اخوته في الحرب العالمية الأولى وبنى نفسه بنفسه ليصبح الكاتب والمربي المشهور والريادي) وكتب شعر كثير منها هذه السطور والتي تزين قبره

عشت طولا وعرضا وعمقا    وشهدت الحياة قربا وبعدا
ورأيت الإنسان يبلغ شأوا      من سمو التفكير حقق مجدا
في يقيني سر السعادة     أن تكون الحياة كدا وودا
فليسامحني من أسأت اليه     لم تكن نحوه الإساءه عمدا

هذه كانت فلسفتي للحياه التي تعلمتها من جدي ومن بلدي الطيبة الحنونة. وكل يوم أتذكرها. مثلا تذكرتها عندما سمعنا من باسم وناريمان التميمي في زيارتهم لبيت ساحور عن صراع وتضحيات وبطولات قريتهم الصغيرة النبي صالح بما فيها الدور الريادي والقيادي للمرأة الفلسطينية. تذكرت هذه السطور عندما  حضرنا أحد الشعانين وشارك فيه مسلمين وآخرين كتقليد استمر لمئات السنين (منع اسرائيل لنا للدخول الى القدس عكر الجو). وتذكرت هذه السطور عندما رقصنا البارحة في حفلة زواج أصدقاؤنا كريستل (لتشيرت) وطارق (عليان) والتي حصلت أيضا في بيت ساحور وحضرها المئات من كل فلسطين والخارج مسلمين ومسيحيين وبوذيين ومن غير المتديينين وعرب وأجانب وغيرهم.  كم كانت حفلة جميلة وكم كانت الصداقة والمحبة في كل زاوية.  

تذكرت هذه السطور عندما سمعت استمرار المؤامرات لطي ملف القضية الفلسطينية وبعينك عينك كما سمعها جدي عام 1921 و 1937 و1947. فها هم وزراء الخارجية العرب يذهبون الى روما الجديدة ليقولوا لجون كيري أن مبادرتهم بالتخلي عن 78% من فلسطين قابلة للتعديل والسماح لإسرائيل بالاحتفاظ بمعظم مستعمراتها في الضفة الغربية. الحديث عن تبادل أراضي هو وهم وخدعة واضحة. ولم يذكر الوفد لكيري شيء عن اللاجئين الفلسطينيين أو التفريق العنصري في القوانين الإسرائيلية ألخ. بل تستمر التنازلات المجانية لتبهج الكيان المجرم (الوزيرة ليفني المسؤولة عن ملف "المفاوضات" رحبت بهذا التنازل الجديد عن تنازلات "المبادرة العربية"). طبعا الكل يعرف أن هذا أربح احتلال في العالم وأن معظم هذه الدول لها علاقات (علنية أو مخفية) مربحة للكيان الصهيوني وأن بدون ضغط لن تتحرك اسرائيل حتى سنتيمتر واحد باتجاه ارجاع الحقوق بل تتمادى في اهدارها. واذا أراد أي شخص دليل فليأتي هنا ليرى بعينيه أنه ليس هنالك حل دولتين. الموضوع لا يزال تحرير عقولنا أولا وثم العمل على تحرير أجسادنا.

وأتذكرها وأنا أشارككم بمعلومات أخرى وأتمنا أن نتحرك جميعا بذكرى يوم النكبة 15/5 وبأكثر من مهرجانات أو خطابات وانما بالعمل والمقاومة. كيف حالنا؟ كما نريد فالتغيير والتقدم بأيدينا نحن!!!!!!

مشروع أمريكي إسرائيلي لحل الاختناق المروري على حاجز قلنديا

العليا الاسرائيلية ترفض الاعتراضات وتُقر مسار الجدار في كريمزان

المصالحةُ والمسلسلاتُ التّركيّة
http://tinyurl.com/d84cckq

يدعوكم الشعب الفلسطيني في فلسطين التاريخية وفي الشتات الى المشاركة في الحراك العالمي يوم ١٥ ايار ٢٠١٣ والذي يصادف الذكرة ال ٦٥ للنكبة، ضد التمييز العنصري والاستعمار ومن أجل حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى بيوتهم وديارهم. واننا ندعوكم لتنظيم الفعاليات في مدنكم وان تشاركوا في الفعاليات الشعبية التي ستنظم في مناطكم وفعاليات المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على اسرائيل ونشاطات العصيان المدني والمظاهرات والعمل الاعلامي
العدالة هي الطريق الوحيد للسلام  

1 comment:

  1. بالمقاومة اللاعنفية نقول لوزراء الخارجية العرب وكيري و وأزلام مسلسل المفاوضات أننا لن نقبل بهذه التسويات المذلة . وأننا لن نقبل التنازل عن أرضنا تحت ما يسمى تبادل الأراضي . من يعمل على الأرض وفي الأرض هو سيكسب أخيرا
    شكرا دكتور مازن

    ReplyDelete